فقهاء الصحابة - المنتديات


نور الحق
-
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
المنتديات » ۩۞۩ :: المنتديات الشرعية:: ۩۞۩ » ۩ منتدى الفقه واصوله ۩ » فقهاء الصحابة
فقهاء الصحابة
الامامDate: الثلاثاء, 2012-11-13, 6:58 PM | Message # 1





مجموعة: مشرف عام المنتدى
مشاركات: 43
الحالة: Offline
فقهاء الصحابة

هذا وقد بَلَغ الذين حُفِظَت عنهم الفتوى من الصحابة والصحابيَّات ما يزيد على ثلاثين ومائة، وكان منهم المكثرون في الفتوى، والمتوسِّطون فيها، والمقلِّون؛ فالمكثرون سبعة هم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر. ومن المتوسطين في الفتاوى: أبو بكر الصديق، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وأبو موسى الأشعري، وسعد بن أبي وقَّاص، وسلمان الفارسي، وجابر بن عبد الله، ومعاذ بن جبل. أمَّا المقلُّون من الصحابة في الفتاوى فهم الباقون؛ إذ لم يَرِدْ عن الواحد منهم إلا الفُتيا في بعض المسائل، وقد لا تتجاوز مسألة أو مسألتين[12].

فكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه -على سبيل المثال- أحد عمالقة الفقه في عصر الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، وفي ذلك يقول الشعبي: "إذا اختلف الناس في شيء فخذوا بما قال عمر". وقال عنه ابن مسعود أيضًا: "إني لأحسب عمر ذهب بتسعة أعشار العلم". وكذا قال: "لو أن عِلْمَ عُمَرَ وُضِعَ في كفَّة الميزان وَوُضِعَ عِلْمُ أهل الأرض في كفَّة لرجح علم عمر". كما قال حذيفة: "كأن علم الناس مع علم عمر دس في جحر"[13].

ولا ريبَ أن المقصود بعلم عمر هذا هو الفقه في الدين ومعرفة استنباط الأحكام، ودليل ذلك ما جاء واضحًا في قول مسروق: "كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد، وأُبَيُّ بن كعب، وأبو موسى الأشعري". وقال عامر: "قضاة هذه الأمة أربعة: عمر، وعلي، وزيد، وأبو موسى الأشعري"[14].

وهؤلاء الصحابة المذكورون كانوا هم أكثر من اشتهر بالفتوى والفقه في زمنهم، وقد قال سعيد بن المسيِّب عن فقه علي بن أبي طالب وفقه ابن مسعود رضي الله عنهما: "كان عمر يتعوَّذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن، وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلملعبد الله بن مسعود بأنه عليم معلم"[15]. وقال ابن سيرين عن علم عثمان رضى الله عنه بالفقه: "كانوا يرون أعلمهم بالمناسك عثمان بن عفان، ثم ابن عمر بعده"[16].

ويضاف إلى هؤلاء الصحابة عائشة رضي الله عنها، والتي قال أبو موسى عنها: "ما أشكل علينا -أصحاب محمد r- حديث قطُّ فسألناه عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا"[17].

وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون حين لم يكن نصٌّ، وما كان اجتهادهم إلا قَبَسَةً من نور النبوة؛ لأنهم أعرف الناس بمقاصد الشريعة وغاياتها، فليس رأيهم الرأي، ولكنه الاتِّباع والاهتداء، حتى قال فيه الإمام مالك: "هو رأي وما هو بالرأي". وذلك لأنه ليس تهجمًا على الحقائق، ولكنه مقيَّد بما علموا من أمر الرسالة والشريعة، وما أدركوا من أقوالٍ، وشاهدوا من أعمال. ولقد ذكر الإمام ابن قيِّم الجوزية أن آراء الصحابة كثير منها سُنَّة؛ لأن كثيرين منهم كانوا يُؤْثِرُون أن يُفْتُوا ناسبين القول لأنفسهم على أن ينسبوه للنبي صلى الله عليه وسلم خشية أن يُشَبَّهَ عليهم، ويقعوا في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"[18]. ولقد ألحق جمهور المسلمين فتاوى الصحابة وأقوالهم بالسُّنَّة؛ لأن أقوالهم إما سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإما مستلهمة من وحيها، أو نابعة من نبعها، وهي في كل الأحوال نور من نورها[19].

وكما أن الصحابة سادة الأمة وأئمتها وقادتها فهم سادات المفتين والعلماء؛ قال الليث عن مجاهد: "العلماء: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم". وقال سعيد عن قتادة في قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: 6] قال: "أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم" [20].

فهم أفقه الناس لرُّوح الإسلام وأعلمهم بمقاصده؛ لأنهم تخرَّجوا في مدرسة النبوة، وشاهدوا أسباب نزول الآيات، وورود الأحاديث، مع سلامة فطرة، ونور بصيرة، وتوجَّه للحقِّ، وجودة في الفَهم، وتمكُّن من اللغة، ولهذا اجتمعوا على رأي، أو نقل عن عدد منهم، ولم يُعْرَف لهم مخالف، فكان أقرب ما يكون تعبيرًا عن صلب الشريعة ولبُّ الإسلام[21].


 
المنتديات » ۩۞۩ :: المنتديات الشرعية:: ۩۞۩ » ۩ منتدى الفقه واصوله ۩ » فقهاء الصحابة
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

 تصميم : مزاره ب.
استضافة مجانية - uCoz