كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ - المنتديات


نور الحق
-
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
المنتديات » ۩۞۩ :: المنتديات الشرعية:: ۩۞۩ » ۩ منتدى السيرة النبوية والتاريخ الاسلامى ۩ » كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
الامامDate: الأحد, 2012-11-25, 8:37 AM | Message # 1





مجموعة: مشرف عام المنتدى
مشاركات: 43
الحالة: Offline
كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم؟

الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتدى بأثره إلى يوم الدين.

فى هذا الزمان الذى تاه فى الناس ،والكل يبحث فيه عن القدوة العملية ،القدوة الحقيقية ،القدوة المخلصة ،القدوة الربانية ،القدوة التى تستطيع أن تكون مثالا نموذجيا فى جمع الأحوال والحالات،مع نفسة مع غيرة ،مع الكبير والصغير ،مع الرجل والمرأة، مع الصديق والعدو،حتى مع الحيوان.

لم تجمع كل هذه الصفات إلا فى شخص واحد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولذلك يقول رب العزة جل وعلا:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}(الأحزاب:21)

وهذه دعوة للجميع لنعرف كيف كان يتعامل النبى -الله صلى الله عليه وسلم- مع من حوله والكل يجمع على حبه واحترامه حتى من قبل أعدائه

وصدق من قال : خلقت مبرءا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء

وأحسن منك لم ترى قط عينى وأجمل منك لم تلد النساء

فرسول الله- صلى الله عليه وسلم -عجيبة من عجائب الكون، وآية من آيات الله، ومعجزة من معجزات الله في هذه الأرض - فهو رسول يتلقى الوحي من السماء ليربط الأرض بالسماء بأعظم رباط وأشرف صلة، وهو رجل سياسة، يقيم للإسلام دولة من فتات متناثر، وسط صحراء تموج بالكفر موجاً، فإذا هي بناء شامخ لا يطاوله بناء في فترة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً على الإطلاق، وهو رجل حرب يضع الخطط ويقود الجيوش بنفسه، بل إذا حمي الوَطِيْسُ واشتدت المعارك وفر الأبطال والشجعان، وقف على ظهر دابته لينادي على الجمع بأعلى صوته ويقول: ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) ،وهو رب أسرة كبيرة تحتاج إلى كثير من النفقات من نفقات الوقت والفكر والتربية والشعور ، فضلاً عن النفقات المادية، فيقوم النبي- صلى الله عليه وسلم - بهذا الدور على أعلى وأتم وجه شهدته الأرض وعرفه التاريخ.

فهو - صلى الله عليه وسلم- رجل إنساني من طراز فريد كأنه ما خلق في الأرض إلا ليمسح دموع البائسين، وليضمد جراح المجروحين، وليذهب آلام البائسين المتألمين.

وهو رجل عبادة قام بين يدي الله حتى تورمت قدماه، فلما قيل له: أولم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال قولته الجميلة: ( أفلا أكون عبداً شكوراً ).

هو رجل دعوة أخذت عرقه ووقته وفكره وروحه، قال له ربه: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ } [المدثر:1-2]، فقام ولم يذق طعم الراحة حتى لقي ربه جل وعلا، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما تعلقت به قلوب أصحابه إلا لأنه قدوة، ما أمرهم بأمر إلا وكان أول المنفذين له، وما نهاهم عن نهي إلا وكان أول المنتهين عنه، وما حد لهم حداً إلا وكان أول الوقافين عند هذا الحد.

حاجة الناس إلى القدوة:

الناس بحاجة إلى قدوة وليسوا بحاجة إلى منظرين ينظرون تنظيراً بارداً، باهتاً لا علاقة له بالصدق ولا بالواقع.

لما رأى الناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحول هذا المنهج الرباني والنبوي في حياتهم إلى منهج عملي تعلقت به القلوب، فالقلوب تتعلق بالجمال كأمر فطري جبلي، فكيف بمن جمع الله له الجمال والكمال خَلقاً وخُلقاً؟

افتقاد الناس للقدوة الحسنة:

إن مشكلتنا الآن أن كثيراً من أبنائنا وإخواننا قد افتقدوا القدوة في كل ميادين الحياة في الجانب الدعوي وإن كنا نرى المنظرين ونسمع المتحدثين في البيوت فقد افتقدت كثير من البيوت القدوة في كثير من مناحي الحياة، فنحن نحتاج الآن إلى قدوة تشهد لهذا الإسلام بخلقها وسلوكها وقولها وعملها لا إلى منظر سلبي بارد لا يمت تنظيره إلى واقعه أو إلى قوله أو فعله وخلقه بأدنى صلة.

تعامل النبي القدوة مع الخلق:

إن رسول الله هو أسوتنا وقدوتنا، فلننظر أيها الأفاضل! كيف كان يتعامل النبي -صلى الله عليه وسلم -مع الخلق؟

1- تعامله صلى الله عليه وسلم مع القادة عظماء قومهم:

مع ثمامة سيد اليمامة: جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم -خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل يقال له: ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، وربط الصحابة ثمامة في سارية من سواري المسجد النبوي -أي: في عمود- ودخل النبي- صلى الله عليه وسلم- المسجد فوجد ثمامة بن أثال مربوطاً في السارية، فاقترب النبي- صلى الله عليه وسلم منه- ، فإذا به يرى ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، ثمامة الذي أعلن الحرب بضراوة على النبي- صلى الله عليه وسلم -وعلى دينه.

( فاقترب النبي - صلى الله عليه وسلم- منه وقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟! فقال ثمامة : عندي خير يا محمد ! إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط من المال ما شئت ).

( فتركه النبي صلى الله عليه وسلم )، وفي غير رواية الصحيحين: ( أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يحسنوا إلى ثمامة

( ثم دخل عليه في اليوم الثاني واقترب منه وقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟! فقال: عندي ما قلت لك يا محمد! إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دخل عليه في اليوم الثالث، فقال: ماذا عندك يا ثمامة ؟! قال عندي ما قلت لك يا محمد ! إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: أطلقوا ثمامة ) أي: لا نريد مالاً ولا جزاءً ولا شكوراً.

وقصد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبقى ثمامة في المسجد ليستمع ثمامة القرآن غضاً طرياً من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم-، وليرى النبي- صلى الله عليه وسلم -كيف يربي الصحابة، وليرى كيف يتعامل الصحابة مع رسول الله، فالمسجد مدرسة تعلم فيها ثمامة في ثلاثة أيام عظمة هذا الدين.

فانطلق ثمامة إلى حائط فاغتسل ) لأنه تعلم في المسجد؟ ثم عاد إلى المسجد النبوي ووقف بين يدي رسول الله وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله.

ثم قال ثمامة ؟ ( يا رسول الله! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فأصبح وجهك الآن أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان على الأرض دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان على الأرض بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك الآن أحب البلاد كلها إلي، ثم قال: يا رسول الله! لقد أخذتني خيلك وأنا أريد العمرة، فبماذا تأمرني؟ فبشره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم أمره بإتمام العمرة ) .
قال الحافظ ابن حجر : (فبشره) أي: بالجنة، أو بمغفرة الذنوب، أو بقبول التوبة، وأمره بأن يتم عمرته.

انطلق ثمامة إلى مكة شرفها الله فجهر بالتلبية -كما في غير رواية الصحيحين- وهو القائل:

ومنا الذي لبى بمكة محرماً برغم أبي سفيان في الأشهر الحرم

فلما رفع صوته بالتلبية قام المشركون إليه: من هذا الذي يرفع صوته بالتلبية بين أظهرنا؟ فقاموا إليه وضربوه ضرباً شديداً حتى أنقذه أبو سفيان من بين أيديهم وقال: إنه ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة وأنتم تحتاجون إلى الحنطة من هذه البلاد، فتركوه، فلما سمع ذلك جلس ثمامة ، وقال: والله لا تصل إليكم بعد اليوم حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله.

خلع رداء الشرك على عتبة الإيمان فوظف كل طاقاته لخدمة دينه، وهذا هو حقيقة الانتماء لهذا الدين.

منذ متى قد شرح الله صدورنا لهذا الدين؛ لكن ماذا فعلنا؟ ماذا بذلنا؟ ماذا قدمنا؟ أنت تخطط لمستقبل أولادك ولتجارتك ما لا تخطط عُشر معشاره لدين الله جل وعلا.

لو خططنا لهذا الدين عشر ما نخططه لأولادنا وبيوتنا ومستقبل تجاراتنا لغيَّر الله هذا الحال لكن ثمامة -رضي الله عنه- وظف طاقاته وإمكانياته وعقله وفكره وماله ومكانته لدين الله تبارك وتعالى، وكان ثمامة أول من فرض حصاراً اقتصادياً على الشرك وأهله في مكة، حتى أكلت قريش (العلهز) وهو وبر الإبل مع الجلد، يضعونه على النار ويأكلونه من شدة الجوع، حتى ذهب أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ يناشده الله والرحم أن يرسل إلى ثمامة ليخلي بينهم وبين الميرة، فرد عليه معدن الكرم وصاحب الخلق والأسوة الطيبة ورحمة الله للعالمين، وأرسل إلى ثمامة أن خل بينهم وبين الميرة.

والشاهد: كيف حول خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأدبه ورحمته وتواضعه البغض في قلب ثمامة إلى حب مشرق وود؟

و كيف حول خلق النبي - صلى الله عليه وسلم- البغض في قلب ثمامة إلى حب مشرق وود! انظروا كيف حول الرفق واللين قلبه؟

2- تعامله صلى الله عليه وسلم مع الشباب:

شاب جاء يستأذنه في الزنا: قد روى الإمام أحمد بسند صحيح: أن شاباً -تغلي الشهوة في عروقه- جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -يوماً وقال: يا رسول الله! أتأذن لي في الزنا؟ -يستأذن رسول الله في الزنا- فقال الصحابة: مه! مه! فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: ادن -أي: اقترب، لم يقل: اطردوه، أخرجوه، أخرجوا هذا النجس الفاسد الفاسق، لا- ويقترب الشاب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- برفق وحب وحنان وخلق: أتحبه لأمك؟ فيقول: لا والله يا رسول الله! جعلني الله فداك، فيقول: أتحبه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله! جعلني الله فداك، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أتحبه لابنتك؟ أتحبه لخالتك؟ أتحبه لعمتك؟ والشاب يقول: لا والله جعلني الله فداك، فيقول: وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم وبناتهم، وأخواتهم، وعماتهم وخالاتهم، ومع كل ذلك يرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده المباركة الشريفة ليضعها على صدر هذا الغلام ويدعو الله عز وجل له ويقول: ( اللهم اشرح صدره! واغفر ذنبه! وحصن فرجه )، فيخرج الشاب من عند رسول الله ولا يوجد على الأرض شيء أبغض إليه من الزنا.

هذه دعوة النبى صلى الله عليه وسلم وطريقة تعامله مع الخلق؟ إننا لا نتعامل أيها الإخوة مع ملائكة بررة، ولا مع شياطين مردة، ولا مع أحجار صَلدةٍ، بل نتعامل مع نفوس بشرية فيها الإقبال والإحجام فيها الحلال والحرام فيها الخير والشر فيها الطاعة والمعصية فيها الفجور والتقوى فيها الهدى والضلال، فلابد أن نكون على بصيرة بمفاتيح هذه النفوس البشرية؛ لنتغلغل إلى أعماق أعماقها، هذا إن كنا قد صدقنا الله بالفعل في أننا نريد أن ننقل الناس من البدعة إلى السنة، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الباطل إلى الحق، ومن الشر إلى الخير، ومن الضلال إلى الهدى، أما إن كنا نعمل من أجل أنفسنا ومن أجل الهوى فذاك شأن آخر، لكن إن كنت تريد بالفعل أن تنقل الناس من الباطل إلى الحق، فبحق، ولن تنقلهم أبداً إلا بحق، قال عز وجل لنبينا صلى الله عليه وسلم: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف:108].

3- تعامله صلى الله عليه وسلم مع الأطفال:

إننا قد نتألم غاية الألم إن رأينا طفلاً من أطفالنا يجري في المسجد أو يبكي أو يلعب، وربما يُنهر هذا الطفل نهراً ويطرد، ونعجب من هذا غاية العجب! إن لم نفتح قلوبنا قبل أبواب مساجدنا لأطفالنا وأولادنا؛ ليتعلموا في بيوت الله عن الله ورسوله، فمتى وأين سيتعلم أولاد المسلمين؟ والله لقد نزل النبي -صلى الله عليه وسلم -من على المنبر حين رأى الحسن يتهادى.

رأى طفلاً صغيراً خرج من بيوته صلى الله عليه وسلم يتهادى، وكان على المنبر فنزل وترك الخطبة، وحمل الحسن وارتقى به المنبر وأجلسه على يمينه على المنبر.

ثم أخذ النبي- صلى الله عليه وسلم- ينظر إلى الحسن مرة وإلى الناس مرة، ثم قال: ( إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) وهذا قبل الفتنة بسنوات؛ لكن الشاهد أن ننظر كيف نزل النبي -صلى الله عليه وسلم -من على منبره، وحمل الحسن وهو طفل صغير، وأجلسه عن يمينه على المنبر؟ بل لقد روى مسلم من حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: ( صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الغداة، وخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته فاستقبله الولدان، فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يمسح على خدي أحدهم واحداً واحداً ) هل فعلنا ذلك مع أولادنا؟ يقول جابر -رضي الله عنه- الذي لم ينس هذا: ( ومسح النبي- صلى الله عليه وسلم -على خدي، فوجدت ليده برداً وريحاً كأنما أخرجهما من جُونةِ عَطَّار )

واجبنا في تعليم أطفالنا القدوة:

اغرس في قلب ولدك حب العقيدة وتعاليم الدين الصحيح والإهتمام بأمور المسلمين: فهذا خلق أسوتنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن عباس : ( كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً على حمار، فقال -صلى الله عليه وسلم-: يا غلام! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ).

4- تعامل الرسول القدوة مع الكفار:

لقد علم النبي -صلى الله عليه وسلم -الدنيا الشرف في معاملته مع الأعداء، فقد روى مسلم من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: ( ما منعني أن أشهد بدراً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن المشركين قد أخذونا وقالوا: أتريدون محمداً؟ قال حذيفة : فقلت: لا. قال حذيفة : فأخذ المشركون علينا عهد الله وميثاقه أن ننصرف إلى المدينة وألا نشهد بدراً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فذهبت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بما قال المشركون وبما قلت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: انصرفا -يعني: لا تشهدا معنا المعركة- نفي للمشركين بعهدهم ونستعين الله عليهم )، هذا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفى سنن النسائي و أبي داود بسند صحيح: أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أتى يوم فتح مكة بـ عبد الله بن سعد بن أبي السرح ليبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أهدر دمه، وأمر الصحابة أن يقتلوه في أي مكان وجدوه ولو كان معلقاً بأستار الكعبة.

فجاء به عثمان بن عفان فنظر النبي- صلى الله عليه وسلم- فوجد عثمان و عبد الله بن سعد أمام عينيه وبين يديه، وإذا بـ عثمان يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-: بايعه يا رسول الله! فغض النبي- صلى الله عليه وسلم- الطرف عن عبد الله بن سعد وسكت ولم يرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يده، فقال عثمان ثانية: بايعه يا رسول الله! فلم يمد النبي -صلى الله عليه وسلم- يده، فقال عثمان ثالثة: بايعه يا رسول الله! وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستحيي من عثمان ؛ لأن عثمان رجل تستحي منه الملائكة، فقال عثمان في الثالثة: بايعه يا رسول الله! فمد النبي- صلى الله عليه وسلم- يده فبايع عبد الله بن سعد ثم انصرف والنبي- صلى الله عليه وسلم- غاضب حزين، فالتفت النبي إلى أصحابه وقال: ( أوما كان فيكم رجل رشيد يراني قد كففت يدي عن بيعته؛ فيقوم إليه ليقتله، فقال الصحابة: هلا أومأت إلينا بعينك يا رسول الله! فرد النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ما ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين )، يعلمنا الصدق حتى في النظرة، لا في القول والفعل والاعتقاد فحسب، بل حتى في النظرة.

5- تعامله صلى الله عليه وسلم مع المرأة:

فالرسول- صلى الله عليه وسلم -أعلن حقوقها في عرفات ، ونادى الناس عليه الصلاة والسلام وهو يقول: { الله الله في النساء فإنهن عوان عندكم } وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: { خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي }.

فعاش -صلى الله عليه وسلم-، مع المرأة زوجاً وأخاً، وابناً وأباً، وأكرمه الله عز وجل بأربع بنات، وعشنَ معه كثيراً، بينما أبناؤه من الذكور كانوا يموتون في الصبا، وكانت بناته عليه الصلاة والسلام يسكنَّ قلبه، كان إذا سافر زار فاطمة وإذا عاد بدأ بها، وتقول عائشة كما في صحيح البخاري : { كان عليه الصلاة والسلام، إذا زار فاطمة قامت له وقبلته وأجلسته مكانها، وإذا زارته قام لها، وقبلها وأجلسها مكانه }.

6- تعالمه الله صلى الله عليه وسلم مع الحيوان:

حتى الحيوان كان صلى الله عليه به رحيما يقول (اتقوا الله فى هذه العجماوات ) ويقول (إن فى كل كبد رطب صدقة)

حاجتنا إلى الرجوع إلى المنهج النبوي والإقتداء بصاحبه عليه الصلاة والسلام:

فما أحوجنا أن نرجع من جديد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لنسير على دربه، فوالله لا سعادة لنا ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا إذا عدنا من جديد إليه وسرنا على نفس الدرب الذي سار عليه، ورددنا مع السابقين الأولين الصادقين قولتهم الخالدة: { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [البقرة:285].

و مقام الدعوة فيحتاج إلى رقة وحكمة وتواضع ولين: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } [النحل:125]، { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران:159].

ختاما:

فالنتحرك لدين الله نأمر بالمعروف بمعروف، وانه عن المنكر بغير منكر، واحمل هم هذا الدين، واشهد لدين الله في موقعك الذي أنت فيه، في موقع إنتاجك وموطن عطائك، فهذه أعظم خدمة نقدمها اليوم لدين الله، فلسنا أقل من هؤلاء الذين أبدعوا في الشرق والغرب، بل يجب على هذه الأمة أن تبدع في كل مناحي الحياة بعد أن تحقق إيمانها بالله وإيمانها برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أسأل الله أن يردنا إلى الحق رداً جميلاً، واجعلنا من الذين يتأسون برسولك صلى الله عليه وسلم وممن يكون فى صحبته فى الجنة.


 
المنتديات » ۩۞۩ :: المنتديات الشرعية:: ۩۞۩ » ۩ منتدى السيرة النبوية والتاريخ الاسلامى ۩ » كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

 تصميم : مزاره ب.
استضافة مجانية - uCoz